- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
هجرة الطيور:
﴿ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾
الآن الفيلم متعلق بهجرة الطيور ، والحقيقة أنها شيء لا يكاد يصدق حينما نتحدث عن هجرة الطيور .
من علم الطيور تقنيات الطيران؟
أهم شيء في الموضوع أننا إذا رأينا أسراب طائرات تحلق في الجو تحلق على شكل رقم ثمانية
ذلك لأن الطائرة تخلف وراءها منفذاً هوائياً ، فلو سار الطائر خلف الطائر لقلت مقامة الهواء ، ولقل بذل الجهد ، فالآن أحدث تكتيك في طيران الطائرة هو أن تطير على شكل 8 ، طائر في المقدمة ، والذي بعده يستفيد من المنفذ الهوائي ، هو الخلخلة الهوائية ، تخف مقاومة الهواء ، ويقل جهد بـ 20%
هذا أحدث ما في الطيران الآن ، فمَن علم الطائر أنه في أثناء الهجرة أنْ يطير على شكل ثمانية
كالطيران الحديث تماماً ؟ هذا من تحليل الله له ، قال سيدنا موسى :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾
الحقيقة ثمة شيء لا يكاد يصدق ، فضلاً عن أن الطيور تطير على شكل ثمانية ، كما هو الطيران الحديث تماماً ، نقول : من علم هذه الطيور هذا النظام في الطيران ؟ لكن هذا الأول يبذل جهد كبير جداً ، أكثر من الذي يليه ، لذلك يتناوبون ، وكأن الأول قائد .
ألم يقل سيدنا عمر : << أنا أثقلكم حملاً >> .
فهذا كأنه قائد ، نظام الطيران ، هذا في المقدمة يتبدل من حين إلى آخر ، يواجه الهواء بكثافته
أما الذين وراءه فيأتيهم الهواء مخلخلا ، سماه العلماء المنفذ الهوائي ، المقاومة أقل بـ20 % والجهد أقل ، فهذه حادثة من حوادث الطيران .
لكن الذي لا يصدق أن رفة الجناح تتناغم مع الطيور فيما بينها ، أيضاً رفة الجناح تخلق منفذ هوائي
الخلخلة بالهواء يستفيد منها الذي خلف الطائر ، لا أقول : إن الحركة متساوية ، لكنها متناسقة ، متناغمة ، فهذا النظام ينظم حركة أجنحة الطيور في أثناء الطيران ، لأن الطير قد يقطع 17 ألف كم ، 86 ساعة بلا توقف .
قلت في الحلقة السابقة : إن أكبر موسوعة للطيور كُتب في مقدمتها : إن أكبر طائرة صنعها الإنسان لا ترقى إلى مستوى الطائر ، يقول الله عز وجل :
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَانُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾
حقيقة مقطوع بها : مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَانُ
الحقيقة أن بعض العلماء فسر هذه الآية : على أن أي تفسير امتداد الطائر إلى هدفه لم يثبت قطعاً ، هناك تخمينات ، وتأويلات ، أما الشيء الدقيق جداً فلم يثبت ، لذلك جاءت الآية :
﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَانُ ﴾
كأن الله تولى بذاته إظهار هذه الآية لبقية الخلق .
احترافية طائر اللقلاق في أثناء الهجرة الطويلة :
الحقيقة ندخل الآن في موضوع تفصيلي أكثر : أن اللقالق تأتي في مقدمة الطيور المحترفة في إيجاد الجهة
تقطع اللقالق كل سنة طرقاً بآلاف الكيلو مترات ، اللقالق المرتحلة من قارة إفريقيا تصل إلى قارة أوربا مروراً بالبحر المتوسط ، بفصل آخر ، واخضرار النبتات ، وبتغير المنظر الغطاء الأرضي لأوربا تماماً ، إذ كيف تجد اللقالق طريقها في منتصف إفريقيا إلى أوربا قاطعة البحر المتوسط
لذلك اكتشفت البحوث وجود نظام خاص في أجسام اللقالق ، يدرك هذا النظام جاذبية الأرض المغناطيسية لهذه البوصلة الطبيعية التي تتبع جاذبية المغناطيس
وتعلم الجهة بفضل هذا تتم رحلتها ،
تبلغ آلاف الكيلو مترات .
أستاذ علاء ، طيار معه هاتف لاسلكي ، معه إرشاد أرضي ، معه خرائط ، معه طيران آلي ، معه تنبيه دائم ، معه اتصال مستمر بالأبراج ، أما هذا الطائر فليس معه أجهزة ، ولا بوصلة ، ولا جهات ، ولا خرائط ، ولا توجيه خارجي يهتدي إلى هدفه ، هذا شيء لا يصدق .
الطائرة يضخ هواءها 8 أمثال ، ويقلُّ الضغط ، والطيارون الحربيون يضعون الأوكسجين
مضخات أوكسجين أمام وجوههم ، بينما الطائر يطير من دون كمامات ، من دون أوكسجين ، من دون ضح ، الهواء 8 أمثال ، له أجهزة تتناسب مع قلة الأوكسجين في المرتفعات العالية جداً .
الجهاز المغناطيسي في الطائر :
إذاً أول نقطة دقيقة : أن الطائر معه جهاز مغناطيسي يكشف له هدفه ، وليس هذا مؤكدا 100 % ، لكنه توقع ، أما الشيء المؤكد فلم يظهر حتى الآن :
﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَانُ ﴾
يهتدي في الليل ، ويهتدي في التضاريس ، ويمشي في الليل ، لو طرحنا نظرية المغناطيس ، ووضعوه بساحة مغناطيسية معاكسة لاهتدى إلى هدفه ، جاؤوا بطائر نقلوه إلى الهند من بريطانيا ، لو تصوروا أن الطريق شمال جنوب أخذوه شرقا ، وعاد إلى مكانه
﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَانُ ﴾
شيء آخر ، أحياناً تهتدي الطيور بالليل ، تهتدي بالنجوم أحياناً ، نحن بشر ، ومثقفون ، ومعنا شهادات عليا ، قد لا تهتدي بالنجوم ، لكن بعض الطيور تهتدي بالنجوم .
أنا أقول تماماً في مثل هذه اللقاءات : التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله ، وأوسع باب ندخل منه على الله ، لأنه يضعنا أمام عظمة الله .
المصدر
ندوات تلفزيونية / قناة سوريا الفضائية - الإيمان هو الخلق - الندوة : 26 - مقومات التكليف : المصيبة - أنواع المصائب ـ معجزة طيران الطيور